حقيقة الثورة اللبنانية

يُفَصّل المعلّم كمال جنبلاط، في هذا الكتاب الدوافع الحقيقية لثورة 1958 وأسبابها المتراكمة، تفصيلاً غايةً في الدِّقة والموضوعية، ذاكرًا المراحل التي سبقت الثورة يومًا فيوم، وسوف نكتفي بإيجاز أهمّ الدوافع والأسباب، رغم صعوبة ذلك – لكي لا نقع في التطويل

عندما تمكّن الرئيس كميل شمعون من إصدار قانون انتخابي غير شرعي لصالحه، أخذت سياسته الخارجية تنحرف إلى تأييد مشاريع الأحلاف الأجنبية، خلافًا لعدم الانحياز إلى أيّ معسكر كما هو الحال في الحزب التقدّمي الاشتراكي، واتّخذ صراعنا ضدّ الأحلاف الأجنبية في عهد شمعون نهجًا تزايد فيه العنف والتحدّي، فانجذب الرجل إلى التيّار الأجنبي، وعادى الوحدة العربية. وبعد مؤتمرات صحافية واسعة، أخذت مقاومة الأحلاف الأجنبية تنتشر في لبنان وتسيطر على الرأي العام. وقف الحزب التقدّمي الاشتراكي مع توسّع النضال ضدّ الأحلاف، وتأييدًا لمبدأ التحرّر، إلى أن قامت إضرابات ومظاهرات الجامعة الأميركية عام 1954، فواجه شمعون الطلاّب بالقمع والحديد والنار ممّا أدّى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا واستشهاد حسان أبو اسماعيل الذي شيّعه عشرات الآلاف في بيروت ولبنان. كان ذلك نقطة تحوّل، فدعا الحزب التقدّمي لعقد المؤتمر الوطني الشهير في دار الحزب، وانتخاب أحزاب وشخصيات يتابعون النضال ضدّ الأحلاف، برئاسة الحاج حسين العويني، ورغم كلّ ذلك وما جاء بعده من اتّصالات واجتماعات لم يرتدع شمعون، وكانت زيارته مع سامي الصلح وتوقيعهما لبيان (أنقرة) المشؤوم

وتضمّن، هذا الكتاب، أيضًا نصّ الوثيقة (21 أيلول 1952) التي أقسم فيها شمعون بشرفه ولم يلتزم بقَسَمِه، غير أنه بفضل وعي الشعب لم يتمكّن شمعون، رغم محاولاته العديدة من إدخال لبنان رسميًّا ضمن (حلف بغداد). هذا وطالما حاول شمعون إبقاء زعماء السُنّة منقسمين، كما حاول التلاعب بعائدات النفط، هذه السياسة الملتوية في إدارة البلاد، والقيام بالأعمال المشبوهة، أضرّا بسياسة لبنان الخارجية، ليلتقيا بالمحسوبيات والفساد الداخلي وتأزّمت حالة البلاد، وتوالت الاجتماعات، غير أنّ شمعون كان يتلاعب بالبلاد ويعمل على أسر الوطنيين وإهانتهم وتعذيبهم داخل السجون، ثمّ لم يُمسِك أن بدأ يفتري على الرموز الوطنية وعلى رأسهم كمال جنبلاط، وقد استفزّه غير مرّة، حتّى أنه لم يتورّع من إرسال قوّة عسكرية مع آلياتها لمحاصرة (دار المختارة) وهنا ثار رجال الجبل واضطرّوا إلى حمل السلاح لمواجهة السلاح. ومنذ تلك الساعة، وبعد وقوع حوادث دموية واعتداءات، يقول المعلّم كمال جنبلاط: بدأنا نفكّر بأنّ الثورة أضحت لا مفرّ منها

شراء الكتب

حقيقة الثورة اللبنانية

يُفَصّل المعلّم كمال جنبلاط، في هذا الكتاب الدوافع الحقيقية لثورة 1958 وأسبابها المتراكمة، تفصيلاً غايةً في الدِّقة والموضوعية، ذاكرًا المراحل التي سبقت الثورة يومًا فيوم، وسوف نكتفي بإيجاز أهمّ الدوافع والأسباب، رغم صعوبة ذلك – لكي لا نقع في التطويل

عندما تمكّن الرئيس كميل شمعون من إصدار قانون انتخابي غير شرعي لصالحه، أخذت سياسته الخارجية تنحرف إلى تأييد مشاريع الأحلاف الأجنبية، خلافًا لعدم الانحياز إلى أيّ معسكر كما هو الحال في الحزب التقدّمي الاشتراكي، واتّخذ صراعنا ضدّ الأحلاف الأجنبية في عهد شمعون نهجًا تزايد فيه العنف والتحدّي، فانجذب الرجل إلى التيّار الأجنبي، وعادى الوحدة العربية. وبعد مؤتمرات صحافية واسعة، أخذت مقاومة الأحلاف الأجنبية تنتشر في لبنان وتسيطر على الرأي العام. وقف الحزب التقدّمي الاشتراكي مع توسّع النضال ضدّ الأحلاف، وتأييدًا لمبدأ التحرّر، إلى أن قامت إضرابات ومظاهرات الجامعة الأميركية عام 1954، فواجه شمعون الطلاّب بالقمع والحديد والنار ممّا أدّى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا واستشهاد حسان أبو اسماعيل الذي شيّعه عشرات الآلاف في بيروت ولبنان. كان ذلك نقطة تحوّل، فدعا الحزب التقدّمي لعقد المؤتمر الوطني الشهير في دار الحزب، وانتخاب أحزاب وشخصيات يتابعون النضال ضدّ الأحلاف، برئاسة الحاج حسين العويني، ورغم كلّ ذلك وما جاء بعده من اتّصالات واجتماعات لم يرتدع شمعون، وكانت زيارته مع سامي الصلح وتوقيعهما لبيان (أنقرة) المشؤوم

وتضمّن، هذا الكتاب، أيضًا نصّ الوثيقة (21 أيلول 1952) التي أقسم فيها شمعون بشرفه ولم يلتزم بقَسَمِه، غير أنه بفضل وعي الشعب لم يتمكّن شمعون، رغم محاولاته العديدة من إدخال لبنان رسميًّا ضمن (حلف بغداد). هذا وطالما حاول شمعون إبقاء زعماء السُنّة منقسمين، كما حاول التلاعب بعائدات النفط، هذه السياسة الملتوية في إدارة البلاد، والقيام بالأعمال المشبوهة، أضرّا بسياسة لبنان الخارجية، ليلتقيا بالمحسوبيات والفساد الداخلي وتأزّمت حالة البلاد، وتوالت الاجتماعات، غير أنّ شمعون كان يتلاعب بالبلاد ويعمل على أسر الوطنيين وإهانتهم وتعذيبهم داخل السجون، ثمّ لم يُمسِك أن بدأ يفتري على الرموز الوطنية وعلى رأسهم كمال جنبلاط، وقد استفزّه غير مرّة، حتّى أنه لم يتورّع من إرسال قوّة عسكرية مع آلياتها لمحاصرة (دار المختارة) وهنا ثار رجال الجبل واضطرّوا إلى حمل السلاح لمواجهة السلاح. ومنذ تلك الساعة، وبعد وقوع حوادث دموية واعتداءات، يقول المعلّم كمال جنبلاط: بدأنا نفكّر بأنّ الثورة أضحت لا مفرّ منها

شراء الكتب