رسالتي كنائب

 

رسالة النائب هي ان يستوعب بعقله وقلبه وان ينشر حوله وبين اترابه ومواطنيه مبادئ للحق الطبيعي في الحياة وفي الحرية وفي السعي وراء السعادة ،مبادىء هي فوق متناول الدولة و السلطة البشرية بصورة عامة لا تنظم بالنسبة الى الدولة بل تنظم الدولة وأنظمتها بالنسبة اليها .

غاية الحزب السعي بجميع الوسائل المشروعة لبناء مجتمع على أساس الديمقراطيـة الصحيحة تسود فيها الطمانينة الاجتماعية والعدل والرخاء والحرية والسلم ويؤمن حقوق الانسان التي اقرتها الأمم المتحدة .

الحزب ليس هو هدف وليس هو غاية بحد ذاته ، الحزب وسيلة ، الحزب طريق لا يلجها الأعضاء البسطاء الأقوياء القادرون من أبناء الشعب و الذين يهدفون الى الارتفاع بخيالهم الى مستوى حياة القديسين و الأبطال .

التقدمية الاشتراكية هي روح عدل ومساواة ومجابهة صدق و مبادرة وتضحية وتفهم انساني منفتح قبل ان تكون انظمة وسننا وقواعد ودستور او قوانين اجتماع واقتصاد وعيش .

قلنا خلقهم الانتداب. . . فكان الانتداب يوم خليقتهم و لم يعرف عنهم ان لهم مبادئ وكان حكمهم في عهد الافرنسيين ويل وفوضى على البلاد بل جل مبتغـاهم الوصول الى الكرسي خليقتهم وهم ادعاء وتزوير لان زعامتهم ادعاء وهم تزوير .تبنوا قضية ليست قضيتهم وليسوا هم من ابطالها فما مضى زمن الا وانفصلت زعامتهم عن الشعب وتنكرت لمصالحه وانقشع الاستعمار الثلاثي الاجنبي و الاستعمار المالي والتجاري  الداخلي البغيض .

نريد حكما قويا وسليما مرتبطا بالشعب وبروحيته التحريرية الوطنية.نريد جمهورية ذات سلطة قوية وذات توجيه وطني عربي تحرري علماني واضح يتأكد في كل يوم في النفوس وفي العقول والمشاعر و التصرفات الخاصة والعامة .ولن يستقيم الأمر في لبنان الا اذا قدنا سارقي اموال الامة امام المحاكم واذا ما قضينا على الاستعمار الجاثم في مؤسساتنا الاقتصادية و المعنوية .

ان قيادة الرجال كما يتوجب ان يقادوا طبعا هي اشرف ما يمارسه الانسان من نشاط في هذا الوجود .وخدمة الآخرين هي الوسيلة العادية لممارسة الفضائل والمناقب و لتعرفنا الى حقيقة حياتنا وكينونتنا ولبناء شخصيتنا في جميع المستويات .

نواصل في الداخل ثورة لبنان الوطنية التي هي حركة تحرر من كل ظلامة اجنبية او داخلية وذلك تفاديا لقيام حركات رجعية او اجتماعية متلونة في لبنان يقصد منها اقامة الحواجز بين لبنان وجاراته الاقطار العربية الشقيقة والخروج بسياسة لبنان عن نهج التعاون مع هذه الاقطار .

هذه البلاد تخوض وحيدة معركة العروبة والصمود في وجه مؤامرات التقسيم وتفشيل المطالب الوطنية ، وشعبها يقف احيانا كثيرة في وجه الحرمان وفي وجه الجوع ويرفض التراجع والمساومة الرخيصة والتخلي عن الحقوق المشروعة .

لا يبني ايمان ولا تقوم ارادة ارتباط بالأرض وبالتاريخ ولا يؤسس وطن على التسوية فقط دون تجاوزها الى ما يشكل تجسيدا اقوى واوضح واعمق لقيم الانسان والمجتمع و الحياة .

القائد يجب ان تكون له روح ثورية ونظرة ثورية دون ان تتحول عينه عن الواقع، الواقع الذي هو فيه ولا يفيد الانسان ان يكون مثاليا بل يفيده ويفيد مجتمعه ان يكون مثاليا واقعيا كما يقول المهاتما  غاندي هذا هو المعنى .

المطلوب في لبنان حكم يقضي على الامتيازات ويحرر الارادة الشعبية اللبنانية ويفتح باب الصيرورة واسعا امام التطور .

الحاكم ليس بحاجة الى حاشية بل الى مستشارين مخلصين ومجردين والى مرشدين وعارفين في الامور العامة ومخبرين حاذقين ومجردين يدلونه الى متطلبات الرأي العام وتطوراته فإذا تحول هؤلاء الى حاشية فسد الحكم في كل بلد أيا كان من بلدان العالم. 

في النهاية ماذا يهمنا من يحكمنا اكان مارونيا يصلب على وجهه بالخمسة ام كاثوليكيا ام أرثوذكسيا ام سنيا ام شيعيا ام درزيا ؟ اذا استطاع كل منا ان يصل الى حقه في العلم والعمران في العيش في المواطنية في الحرية . على ان المهم ان يكون الحاكم عادلا أي ان يطرد من نفسه فكرة التمييز أي تمييز بين حزب وحزب بين جماعة وجماعة بين طائفة وطائفة وان يتصرف بروح الايمان الديني الحقيقي لا بروح الكفر لان كل من يميز بين بشري وبشري آخر على اساس الجنس او اللون او المعتقد يعد كافرا في نظر الله والملائكة والبشر ولو صلى الف ترتيلة وآية في كل يوم .

ان لبنان الذي نريد هو لبنان العربي الديمقراطي العلماني الواحد وليس لبنان الطائفة والاستقلال والعمالة .

ان قيادة المجتمعات الحديثة اضحت من الصعوبة والتعقيد والاختبار والتفهم بحيث لا يتمكن كل واحد ، ويجب ان لا يتمكن ان يمارسها دون ان تكون له ثقافة قيادية كاملة وسليمة وان يدخل البيوت من ابوابها ،والا انحط مستوى التمثيل وضمر حجم عقل القادة الممتهنين وضاع الناخب والمرشح والدولة والمجتمع في الفوضى وفي الديمقراطية الزائفة كما هو حاصل في بعض الدول البرلمانية وفي لبنان .

وهكذا يتوجب ان يكون الحكم والادارة والقضاء في يد النخبة ، النخبة الحقيقية في المجتمع لا تلك الوجوه التي تفرزها معظم الاحيان المطامع وانخداع المواطنين والدجل السياسي وانتهازية المواقف والفرص ودعامة المال ودعامة الجاه .

نحلم بجعل معاهدنا وجامعاتنا تتحرر من التوجيه الطائفي المسيطر فيها ومن التوجيه الأجنبي .

نحلم بسياسيين ورجال دولة همهم الوحيد تنظيم هذه الدولة لا تفكيك عرى انتظامها و تطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية .

نحلم بالمسؤول الفريد الذي يتجرأ على توقيف كل لبناني يقوم بدعاية طائفية .

ان النصرانية الحقيقية جهد متواضع لتقصي الحقيقة اية كانت واعلانها وجعلها تتجسد في حيز المكان والزمان وهي انفتاح وتجدد مستمر يترك فيه الانسان ما لقيصر لقيصر وما لله لله .

وما الدين في النهاية الا تعبير عن لحن من الحان الوجود وموسيقى البعث والتكوين والعودة الى المصدر ، والارتفاع الى الينبوع الذي منه انبثقت الآلهة والبشر على السواء فهو نوع من ادب الروح وشعر النفس ومنطق العقل الرمزي ان صح ذلك .

لا بد للشباب الفلسطيني ان يكون المنبت الطبيعي و الارض الخصبة المولدة لهذه القيادات الشعبية الجديدة التي تتلاقى مع القيادات السابقة هذه الظاهرة لتسم الفلسطينيين شؤون مصيرهم مباشرة وبدون وكالة عنهم وقيام القيادات الشعبية من ميادين الكفاح ذاته تعطي للشعب الفلسطيني الاطارات الضرورية للتنظيم وللقيادة وتمحضه بالعمود الفقري الجامع و المستقطب لجميع طاقاته المادية والمعنوية .

ان الشعب الفلسطيني العربي هو الذي اضحى وسيضحو اكثر فاكثر سيد مصيره ومقرر نهجه وكافل طريق كفاحه الى النصر الاخير اذا عرف كيف يواصل كفاحه وينميه.

قد يكون لاتفاق الدول الكبرى على نزع السلاح وعلى ابطال الحرب الباردة وحل المشاكل القائمة اثر غير ملائم بالنسبة لقضية فلسطين العربية اذا لم يتفق الكبار على ضرورة انتهاج سياسة جديدة قوامها احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها و المساواة في حقل التعاون الدولي وفي معاملة الدول الوسطى والصغرى ونبذ سياسة تقاسم النفوذ .على ان سياسة تقاسم النفوذ هذه لم يعد بامكانها في الواقع ان تحيا وتنمو من جديد في عالم نما فيه الشعور الوطني حتى حدته القصوى ويدفع به الرقي العلمي والتقني في وتيرة هائلة الى الامام في اتجاه زيادة الوعي الانساني وتقويض الانظمة المتأخرة وتحقيق الوحدة والأخوة والتضامن بين بني البشر .

الفرح العظيم يكون بملاقاة وجه الحق الكلي المتجلي في وهج قرص الشمس ، والحب الانساني الشامل يجعل الانسان يتجلى في كل انسان .

 

Home

Up one Level